مأرب تشتعل بعد وصول قيادات حوثية.. معارك ضارية وخسائر فادحة وضربات دقيقة.. ماذا يحدث؟

تصاعدت حدة المعارك في محافظة مأرب اليمنية، خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت جبهات القتال مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة اليمنية ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
يأتي هذا التصعيد بعد وصول قيادات بارزة من الحوثيين إلى المنطقة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة في الصراع اليمني. تُعد مأرب نقطة استراتيجية حاسمة، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط بين عدة محافظات، ولكن أيضًا لأهميتها الاقتصادية كونها تضم حقول النفط والغاز الرئيسية في البلاد.
ومع وصول قيادات حوثية جديدة إلى مأرب، شهدت جبهات القتال تصعيدًا ملحوظًا.
ففي جبهة “رغوان”، حاولت مليشيات الحوثي التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، لكن القوات اليمنية تصدت للهجوم، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، بينما استشهد أحد الجنود وأصيب أربعة آخرون خلال المواجهات.
وفي جبهة “مدغل”، تمكن الجيش من تنفيذ كمين محكم استهدف مجموعة من مقاتلي الحوثي أثناء محاولتهم التسلل، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من العناصر المهاجمة، وإجبار البقية على الفرار تحت وطأة النيران.
وفي جبهات “الفليحة” و”البلق” جنوب مأرب، استمرت المواجهات العنيفة، حيث حاولت المليشيات تنفيذ هجمات جديدة، إلا أن القوات المسلحة اليمنية أجبرتها على التراجع بعد تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
هذه التطورات تؤكد على تصعيد الحوثيين لعملياتهم العسكرية في محاولة لتحقيق مكاسب ميدانية، وسط مقاومة شرسة من الجيش الوطني.
استهداف التحصينات:
إضافة إلى التصعيد الميداني، أحبطت القوات المسلحة اليمنية محاولات حوثية لزرع ألغام وعبوات ناسفة في الخطوط الأمامية شمال غرب مأرب.
هذه العملية الاستباقية أسفرت عن تصفية العناصر المتورطة، ما يعكس اليقظة العالية التي تتمتع بها القوات اليمنية في مواجهة التهديدات المتكررة.
وفي الوقت نفسه، استهدفت القوات مواقع حوثية كانت تستخدم لتثبيت تحصينات جديدة، حيث تم تدمير معدات ثقيلة ودبابات ومرابض مدفعية، ما أدى إلى شل قدرة المليشيات على تعزيز مواقعها.
الضربات الدقيقة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية كانت حاسمة في تقويض قدرات الحوثيين، حيث لم تقتصر على إيقاف الهجمات المباشرة، بل شملت أيضًا استهداف البنية التحتية العسكرية التي تعتمد عليها المليشيات في الجبهات الشمالية والجنوبية لمأرب.
هذه العمليات النوعية تعكس مدى الجاهزية القتالية للجيش الوطني في التصدي لأي تصعيد حوثي محتمل.
أهمية مأرب في الصراع اليمني:
تُعتبر محافظة مأرب واحدة من أهم المناطق في اليمن، ليس فقط بسبب مواردها الطبيعية الغنية بالنفط والغاز، ولكن أيضًا لموقعها الجغرافي الذي يجعلها نقطة وصل بين الشمال والجنوب.
السيطرة على مأرب تعني امتلاك ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات سياسية مستقبلية.
لذلك، تُعد المحافظة محورًا رئيسيًا في الصراع اليمني، حيث تسعى مليشيات الحوثي لتحقيق تقدم ميداني فيها لتعزيز موقفها التفاوضي، بينما يواصل الجيش الوطني الدفاع عنها باعتبارها رمزًا للصمود الوطني.
في ظل هذه المعطيات، يبقى الصراع في مأرب مفتوحًا على جميع الاحتمالات، حيث يتوقع أن تستمر المواجهات في ظل التصعيد الحوثي المستمر.
ومع ذلك، تؤكد القوات المسلحة اليمنية جاهزيتها العالية لحماية مأرب وإفشال أي محاولات اعتداء، مما يعكس إصرارها على الدفاع عن المحافظة بكل الوسائل المتاحة.