اليمن: تصريح “صادم” للمهندس حيدر العطاس يصيب قيادات المجلس الانتقالي بخيبة أمل من داخل مقر المجلس في عدن .. ماذا قال؟
شدد رئيس الوزراء اليمني الأسبق، المهندس حيدر أبوبكر العطاس، على أهمية النهوض بالأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن وإعادتها إلى موقعها الريادي كمدينة حضارية حاضنة للجميع، على الرغم من تداعيات العدوان الحوثي،
لافتًا إلى أن إزالة الآثار السلبية ضرورة للانطلاق نحو البناء.
جاء ذلك خلال زيارته لمقر المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، تلبية لدعوة من قيادات المجلس.
وقال المهندس العطاس في كلمة له إن أمام المجلس الانتقالي مهام ومسؤوليات عظيمة لجعل محافظات الجنوب نموذجًا للدولة.
وفي تصريح اعتبره متابعون بأنه مخيب لآمال المجلس الانتقالي، شدد العطاس ان على المجلس الانتقالي التعاطي الإيجابي مع المعطيات السياسية القائمة، حتى الوصول إلى صيغة سياسية توافقية ترضي الجميع.
وتجنب العطاس الحديث عن “الانفصال” و “استعادة دولة الجنوب”، رغم طلب قيادات المجلس منه ذلك، وفقا لمصادر مطلعة.
وأكد العطاس على أهمية محافظة حضرموت، معتبرا المحافظة رافعة جنوب اليمن، مشيرا إلى أن القضية الجنوبية جزء من الأزمة والقضية اليمنية بشكل عام.
وشدد على ضرورة عمل المجلس الانتقالي على وحدة الصف الجنوبي، وتعزيز التكامل مع مختلف ألوان الطيف بالمحافظات الجنوبية، على قاعدة الشراكة والتعاون المشترك.
وركز العطاس حديثه عن الوضع السياسي العام في اليمن.
وكان العطاس عاد إلى عدن منتصف أكتوبر الجاري برفقة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، وهي الزيارة الأولى له للمدينة منذ غادرها قبل نحو 30 عامًا.
داهية السياسة و”رأس الأفعى” !
السياسي المخضرم حيدر أبو بكر العَطَّاس، هو آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “جنوب اليمن قبل الوحدة اليمنية” في الفترة 1986م إلى 1990 م،
وكان أول رئيس حكومة بعد إعلان الوحدة اليمنية بين شطري اليمن سابقاً “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية” عام 1990م واستمر في المنصب حتى عام 1994م.
ويصنف العطاس كواحد من أبرز وأدهى السياسيين في اليمن وعُرف بأنه شخص حذر ومتبصر وهادئ وصبور وقوي الاحتمال ورحب الصدر.
وفي تصريح شهير لرئيس البرلمان اليمني الأسبق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، عقب حرب صيف 1994م، وصف الأحمر فيه المهندس حيدر العطاس بـ”رأس الأفعى”!
وعندما احتدمت الأزمة السياسية بعد إعلان الوحدة اليمنية بأربع سنوات بين الأحزاب الرئيسية في اليمن، حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة والحزب الإشتراكي اليمني من جهه أخرى،
أعلن بعض قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الانفصال في مايو 1994، بتمويل ودعم سعودي،
وكان لحيدر أبو بكر العطاس دور كبير في إدارة الأزمة وفي إعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله وكان له دور كبير في حرب صيف 1994 التي نشبت بين شمال اليمن وجنوبه إثر إعلان الانفصال.
حيث عمل العطاس رئيساً لوزراء جمهورية اليمن الديمقراطية في فترة إعلان الانفصال، غير أن هذه الحرب انتهت بهزيمة حركة الانفصاليين، وهروب قادتهم إلى خارج اليمن، ومنهم حيدر أبو بكر العطاس
وحكم عليه بالإعدام غيابيًا في عام 1998م، قبل أن يصدر عفو عام عنه وعن جميع قادة الانفصال في مايو 2003م.